مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/01/2021 12:42:00 ص

الطبيب الذي تمكن من خداع العالم لأكثر من ٥٠ سنة

الطبيب الذي تمكن من خداع العالم لأكثر من ٥٠ سنة

الطبيب الذي تمكن من خداع العالم لأكثر من ٥٠ سنة


 قديماً كانت مهنة الطب حكر على الرجال فقط،

 وكان يمنع على النساء دراسة، أو مزاولة مهنة الطب بحجة عدم قدرة النساء على التحمل.

واستمر ذلك الوضع لسنين طويلة حتى حدث أمر استطاع تغيير كل تلك القوانين،

 ولمعرفة ماحدث تابعوا قراءة هذا المقال.

في بداية القرن ال ١٩ وبالتحديد بسنة ١٨٠٠

 بدأت كلية الطب تهتم بتدريس علم التشريح لطلابها، وأصبح الطلاب يمتلكون خبرة أكثر عن جسم الإنسان، 

وبدأت كذلك العمليات الجراحية بالتطور، ولكن الأفكار التي كانت منتشرة بذلك الوقت كانت ماتزال مستمرة بجعل كليات الطب للرجال فقط. 

واستمر ذلك الوضع حتى آخر القرن ١٩ حيث قامت  أحدى السيدات بأهم عملية خداع استراتيجي في تاريخ الطب .

والقصة بدأت عام ١٨١٦ عندما سافر طبيب إيرلندي يدعى James Barry للخدمة مع الجيش البريطاني في جنوب إفريقيا، واستطاع هناك أن يصنع لنفسه اسم كبير لأنه استطاع القيام بواحدة من أول العمليات القيصرية الناجحة في التاريخ،

 وذلك تحديداً سنة ١٨٢٦

وفي تلك الفترة كانت العمليات دائماً ماتكون فاشلة بسبب عدم وجود المخدر ومواد لتعقيم الأدوات الجراحية، وكانت المشافي دائماً ما تعتبر مصدر للعدوى.  

ولكن الطبيب جيمس بيري كان مهتم جداً بالتعقيم وكان يستخدم أدوات جراحية جديدة لكل حالة، وكما كان مهتم بعلم التشريح أيضاً.

كل ذلك ساعد جيمس بيري بأن يقوم بأول عملية قيصرية ناجحة في التاريخ فاستطاع إبقاء الأم والطفل على قيد الحياة وبدون إصابتهم بأية مضاعفات، 

وتكريماً لمجهوده تم تسمية الطفل على اسمه.

وبسبب ذلك النجاح تم تعيين جيمس بيري كمفتش عام للمستشفيات العسكرية البريطانية.

واستطاع أيضاً جيمس الحد من انتشار الكوليرا والجذام في إفريقيا.

وفي يوم ٢٥ تموز عام ١٨٦٥ توفي الطبيب العظيم جيمس بيري

 وكان ذلك الخبر خبر صادم للقصر الملكي ليس فقط بسبب وفاة أفضل جراحين القصر لديهم

بل ولإكتشافهم أثناء مراسم الدفن أن جيمس بيري إمرأة وليس رجل!

وبعد التحقيقات تم اكتشاف أن الإسم الحقيقي للطبيبة هو Margaret Ann Bulkley وكانت قد ولدت في جزيرة إيرلندا سنة ١٧٨٩.

وتم العثور على مذاكراتها التي كانت قد كتبت فيها قصة حياتها، والسبب الذي جعلها تعيش كل فترة حياتها في هوية رجل .

فكانت قد كتبت بمذكراتها أنها كانت مهتمة جداً بالتعليم والدراسة وكانت ترغب بالدراسة والعمل في المجال الذي تحبه متحديةً بذلك كل الأفكار التي كانت منتشرة بذلك الوقت.

ولذلك سافرت مع والدتها إلى لندن لكي تطلب المساعدة المالية من خالها الذي يدعى جيمس بيري.

وفي عام ١٨٠٦ توفي خال مارغريت وبعد ثلاث سنين من وفاته اتفقت مارغريت مع والدتها وعائلتها ومن دون إخبار أحد أخر أن تقوم بأخذ اسم خالها المتوفي وترتدي ملابسه وتصبح هي جيمس بيري،

 لكي تتمكن من متابعة تعليمها وممارسة مهنة الطب بدون أية مشاكل.

وبالفعل كان هذا ماقد حدث،

 فدرست في جامعة ادنبرة وتخرجت عام ١٨١٢ كطبيب بريطاني يدعى جيمس بيري،

 وبعد مرور سنة تمكنت مارغريت من النجاح في اختبار الكلية الملكية للجراحين في إنكلترا، وتخرجت كضابط جراح في الخدمة العسكرية، وسافرت للخدمة خارج بلادها.

وبقيت مارغريت تتدرج بالحصول على المناصب حتى تمكنت من أن تصبح المفتش العام للصحة في بريطانيا، وكندا 

وذلك عام ١٨٥٧.

واستطاعت فعل كل ذلك وبدون أن يشعر أي أحد بأن هذا الطبيب العظيم هو إمرآة.

صدمة القصر الملكي جعلتهم يتكتمون على الموضوع خوفاً من الفضيحة، ولكن مع مرور الوقت تم معرفة ما حدث، وكتابة حكاية مارغريت كأعظم قصة كفاح  في تاريخ الطب.

وبالنهاية سواء كان الاسم جيمس بيري، أو مارغرت لا يمكن لأحد أن ينكر أنها كانت شخصاً ناجحاً قرر أن يتحدى المجتمع للوصول إلى حلمه، 

وأنها تمكنت من إخفاء حقيقة شخصيتها عن من حولها لمدة ٥٢ عاماً، ؛وذلك لتحقيق هدف صادق ونبيل يتمثل في ممارسة مهنة أحلامها التي حققت بلا شك من خلالها الكثير من الشهرة، والنجاح،

 ولتصبح طبيبة محترفة، وجراحة ماهرة.

🌍بقلم نوال المصري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.